اختتمت العتبة العلوية المقدسة وجامعة الكوفة فعاليات مهرجان عام الأمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بذكرى مرور 1400 عام على استشهاده (سلام الله عليه) التي استمرت على مدى سبعة أيام تضمنت جلسات بحثية ومهرجانات وندوات علمية خاصة بالمهرجان بمشاركة كليات جامعة الكوفة وعدد كبير من الباحثين والاكاديميين من داخل وخارج العراق.
ابتدأت فعاليات الاختتام التي اقيمت في دار ضيافة أمير المؤمنين (عليه السلام) في الصحن العلوي المطهر، بقراءة آي من الذكر الحكيم، ثم تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة القاها عضو مجلس إدارة العتبة، فائق الشمري، وبعدها كلمة جامعة الكوفة القاها رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محسن الظالمي، وبعدها تم قراءة توصيات المهرجان القاها على اسماع الحاضرين عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان عميد كلية التربية في جامعة الكوفة الدكتور علي الحجي، ثم تلتها قراءة قصيدة شعرية لشاعر العتبة العلوية المقدسة، حيدر رزاق شمران، ثم كان بعدها تكريم الاساتذة من الباحثين وأعضاء اللجان المشاركة في فعاليات المهرجان.
وقال عضو مجلس إدارة العتبة العلوية المقدسة رئيس قسم الإعلام، فائق الشمري، في كلمته خلال حفل الاختتام، والتي جاء فيها:” السلام عليكم يا أصحاب الفكر والرأي يا من حملتم لواء العلم بجوار باب مدينة العلم نجتمع اليوم لنحتفي واياكم بعام أمير المؤمنين بمناسبة مرور 1400 عام على فوزه بكرامة الشهادة ولقائه بالحبيب المصطفى الأمجد (صلى الله عليه وآله ) في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
هنيئاً لنا ولكم، يا من اجتمعتم في رحاب علي بن أبي طالب (عليه السلام) في العام الذي تشرف باسمه عام الوصي الذي وفى للمسلمين بعهده وأنجز وعده، عام الرجل الذي استوى الإسلام بقائم سيفه وتهدلت فروعه من معين علمه.
هذا العظيم الذي لم ينافسه في الفضائل احد من السابقين في الصدر الأول للإسلام فهو الذي اختصه رسول الله ( صلى الله عليه واله) بالإخوة دون كل أصحابه، وهو الذي بعثه بسورة براءة دون غيره من المسلمين، وهو الذي سد كل الأبواب على المسجد إلا بابه، وهو الذي استخلفه على قومه قائلا له: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي)، وهو زوج الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي قال عنها الصادق (عليه السلام):( لولا أن الله تعالى خلق أمير المؤمنين لم يكن لفاطمة كفؤ في وجه الأرض آدم فمن دونه).
فهل نحصي فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد نزل فيه ما نزل من آيات الله الكريمة كقوله تعالى: ( إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وقوله تعالى : ( الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون) وقوله تعالى : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) وقوله: ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
نسأل الله تعالى أن يرزقنا في الدنيا مودته، وفي الآخرة شفاعته، وان يأجرنا على حزننا العظيم لفراقه، ويجعلنا في أيامنا وأعوامنا مشغولين بذكره ومتبعين لأمره وحاملين لعلمه انه سميع مجيب… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.